أخبار | أخبار المكتب السياسي

الحية: دماء القادة الشهداء ستظل مشعلاً ينير طريق التحرير

2025/01/31 22:55م

 

نعى رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية عدداً من قادة الحركة وكتائب القسام الذين استشهدوا خلال معركة “طوفان الأقصى”، مؤكداً أن دماءهم الطاهرة ستظل وقوداً لاستكمال مسيرة المقاومة نحو تحرير فلسطين.

وأكد الحية في كلمة مصورة نعيا للقادة الشهداء اليوم الجمعة أن شعب فلسطين ومقاومته الباسلة حققوا أهدافهم بعون الله في معركة “طوفان الأقصى المجيدة”، حيث تم “تمريغ أنف الكيان الغاصب في التراب بقوة الله، وإسقاط هيبته ككيان لا يُهزم، وهيبة جيشه كجيش لا يُكسر”، مشيراً إلى أن هزيمة الكيان الصهيوني أصبحت ممكنة، وأن تحرير فلسطين كل فلسطين بات قريباً.

وأضاف: “بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارُها، وقررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرةِ الزكيةِ هذه الأرضَ المباركةَ، لتنبتَ شجرةَ العز والكرامة وتزهرَ بطولةً ونصرا، بعد أن أدوُا الأمانة وسلموا الراية مرفوعة، لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبّدوا الطريق للعودة الكبرى”.

وأكد الحية أن حركة حماس كانت وما زالت في طليعة الشهداء، ملتحمة مع شعبها في نفس الخندق، مشيرًا إلى أن دماء قادة الحركة اختلطت مع دماء الشعب الفلسطيني في ساحات القتال. وقال: “قادتنا يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبية”.

وتابع: “نعزي أنفسنا وشعبَنا وكلَّ أمتنا بهذا المصاب الجلل والفقد العظيم. لقد أصابنا الحزنُ جميعا وتألمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا”.

وأشار الحية إلى أن هؤلاء القادة خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو للبوصلة أن تنحرف.

وقال: “هذه الكوكبةُ المباركةُ من القادة الشهداء، التي جادت بدمائها بلا أي تردد بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة، سطروا صفحاتٍ من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرف من نور ونارٍ، وسيذكر التاريخُ أن أبطال كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيا على ركبتيه”.

وتطرق الحية إلى ذكرى القائد الشهيد محمد الضيف “أبو خالد”، قائد هيئة أركان كتائب القسام، قائلًا: “هذا الرجل الذي بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماسُ وقسامُها إلا الرؤيةَ السديدة والإرادةَ الصلبة، فاستطاع بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثير من الجيوش حول العالم”.

كما نعى الحية القائد الشهيد مروان عيسى “أبو البراء”، والقادة الشهداء أيمن نوفل، وغازي أبو طماعة، ورائد ثابت، ورافع سلامة، وأحمد الغندور، مؤكدًا أنهم كانوا صناع الطوفان الذين أثبتوا أن لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته.

وأضاف: “نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معاً سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة، واستطعنا بعون الله ومعيته، ثم بحكمتهم وجرأتهم وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة”.

وتحدث الحية عن القائد الشهيد إسماعيل هنية، قائلًا: “هذا البطل الهادئ الحكيم الذي كان يُخفي خلفَ هذا الهدوءِ والابتسامة بركانَ الثائرِ المجاهد”، كما نعى القائد الشهيد يحيى السنوار “أبو إبراهيم”، والقائد الشهيد صالح العاروري، مؤكدًا أنهم كانوا أيقونات للثورة والمقاومة.

واستذكر الحية مناقب القائد المجاهد أبو إبراهيم يحيى السنوار “سيد الطوفان” وصاحب العلامة الفارقة في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، مشيراً إلى أنه تحول إلى أيقونة لكل حر شريف حول العالم يرفض الظلم والعدوان.

كما نعى القائد الشهيد صالح العاروري، رئيس حركة حماس في الضفة الغربية، الذي شارك في تأسيس كتائب القسام في الضفة، ووصفه بأنه “مجاهد في السجون وخارجها، وأعاد لمشروع المقاومة في الضفة الروح والحياة”.

فيما نعى الحية عدداً آخر من القادة الشهداء، منهم:

– الشهيد القائد تيسير إبراهيم “أبو محمد”، رئيس مجلس القضاء الأعلى لحركة حماس.
– الشهيد القائد أسامة المزيني “أبو همام”، رئيس مجلس شورى حركة حماس بقطاع غزة.
– الشهيد القائد روحي مشتهى “أبو جمال”، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
– الشهيد القائد سامح السراج “أبو فكري”، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
– الشهيد القائد زكريا معمر “أبو أحمد”، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
– الشهيدة القيادية جميلة الشنطي “أم عبدالله”، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
– الشهيد القائد جواد أبو شمالة “أبو كرم”، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
– الشهيد القائد سامي عودة “أبو خليل”، رئيس جهاز الأمن العام لحركة حماس بقطاع غزة.
– الشهيد القائد محمد أبو عسكر “أبو خالد”، عضو المكتب الإداري لحركة حماس بقطاع غزة.
– الشهيد القائد خالد النجار “أبو عبادة”، عضو قيادة الضفة الغربية.
– الشهيد القائد ياسين ربيع “أبو شهد”، عضو قيادة الضفة الغربية.
– الشهيد القائد فتح الله شريف “أبو الأمين”، عضو قيادة الخارج، وقائد حماس في لبنان.
– الشهيدان القائدان المجاهدان سمير فندي وعزام الأقرع.

وأكد الحية أن حركة حماس فقدت قادة ذوي خبرة وتجربة كبيرة، لكنها تعوّض ذلك بجيل تربى على موائد القرآن وفي ساحات الجهاد والمقاومة، جيل لديه من الوعي والفهم والإرادة ما يمكنه من إتمام المسيرة وإكمال ما بدأه القادة المؤسسون، وعلى رأسهم الشيخ المؤسس *أحمد ياسين*.

وختم الحية كلمته بالقول: “نعم، نحن فقدنا هؤلاء القادة، فقدنا هذه التجربة وهذه الخبرة، ولكن حسبنا أنهم ارتقوا شهداء في هذا الطوفان الهادر، مقبلين غير مدبرين، واثقي الخطى نحو رب كريم”.

واختتم الحية كلمته بالقول: “نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نبقى على ذات الدرب، وأن نقضيَ على ما مات عليه القادةُ المؤسسون الذين وإن غابت عنا أجسادُهم، فأرواحهم وأفكارهم وميراثُهم حاضرٌ بيننا ينير لنا الطريق نحو القدس والأقصى والتحرير والعودة بإذن الله. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”.

رابط مختصر: