دعا رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج الأخ المجاهد خالد مشعل، الأمة إلى نصرة مدينة القدس المحتلة، وحماية مشروع المقاومة الفلسطينية.
وقال مشعل اليوم، السبت، خلال مؤتمر العهد للقدس والذي جاء تحت عنوان “نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة”: آن الأوان أن تقرر الأمة تحرير القدس كعنوان ورمز لتحرير فلسطين، وتطهير المسجد الأقصى المبارك، واستعادة المقدسات الإسلامية والمسيحية، فالعهد للقدس هو تحريرها، وهذا هو المشروع الأساس.
وشدد على أن معركة “طوفان الأقصى” انطلقت من أجل القدس والشعب الفلسطيني، مضيفا أن الأمة الإسلامية أمام مسؤولية تاريخية تتطلب موقفًا موحدًا لمواجهة حرب الإبادة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وطالب مشعل بتبني استراتيجية عربية وإسلامية جادة للدفاع عن الأمة والمنطقة في مواجهة البلطجة الإسرائيلية ومخططاتها في الهيمنة والاستباحة والإخضاع، ورفض كل أشكال التطبيع والعلاقة مع هذا الكيان المجرم، فهذا الكيان هو عدونا جميعًا، وخطرٌ علينا جميعًا.
*لا انتصار دون وحدة*
ودعا مشعل لحماية مشروع المقاومة وسلاحها، مردفا أن هذا حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، والمقاومة وسلاحها شرف الأمة وعزها، فالسلام لا يصنعه إلا الأقوياء، ولا تصنعه إلا القوة.
وأكد بأنه لا انتصار دون وحدة أو شراكة، وهذه دعوة للجميع ألا يحتكر القرار، ويجب مساعدة الجميع على بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج.
وشدد مشعل على مساعدة الجميع على بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج وتعزيز روح الشراكة الحقيقية في ميدان النضال والسياسة والقرار، فلا انتصار دون وحدة، ولا إنجاز دون شراكة.
وأضاف “هذه دعوة للجميع ألا يحتكر أحدٌ القرار ولا المرجعية، فالوطن وطننا، والقضية قضيتنا، ومصيرنا واحد ومشترك، فنحن جميعا مهددون، ولا خيار لنا إلا أن نعمل معًا ونبني وحدتنا الوطنية لنحرر وطننا ونبنيه من جديد”.
ودعا مشعل إلى إنقاذ الضفة المحتلة من التهويد والاستيطان والتهجير، والوقوف إلى جانب شعبنا في الـ 48 أمام مخططات التضييق والتهجير والشيطنة.
وأشار إلى أن المعركة الكبرى على الضفة وعلى القدس وعلى مقدساتنا، والمخططات تتوالى، وهذه مسؤولية العرب والمسلمين والمجتمع الإنساني، لافتا إلى أننا نحن الذين نقرر ونبدأ المشوار ونصرّ على موقفنا، والعالم سيكون معنا بعد أن رأى هذه الجريمة الصهيونية البشعة التي لم يعد يصبر عليها.
ودعا مشعل إلى ضرورة العمل على تحرير الأسرى والمعتقلين في سجون العدو واستنقاذهم مما يتعرضون له من أبشع صور الانتهاكات والتنكيل.
وطالب مشعل بملاحقة الكيان الصهيوني وقادته على الساحة الدولية ومحاكمته وإدانته قانونيًا وسياسيًا ومقاطعته اقتصاديًا، ومحاصرته في كل مكان.
*إغاثة غزة*
وجدد مشعل تأكيده رفض حركة حماس لكل أشكال الوصاية والانتداب للاحتلال على غزة والضفة وعامة فلسطين، مضيفا أن الفلسطيني هو من يحكم نفسه، ومن يقرر لنفسه، فلا وصاية ولا انتداب ولا إعادة احتلال.
وتابع “فشعبنا لا يحتاج لا إلى حماية ولا إلى وصاية، ويتطلع إلى الاستقلال لا إلى الانتداب، فهذه أرضنا ووطننا وهذا مصيرنا، ونحن من نقرر”.
وطالب بتسخير كل الجهود والإمكانات من أجل غزة وضمان وقف الحرب عليها واستعادة العافية، والإغاثة، والإيواء، وتطبيب الجراح، وإعادة الإعمار، وكسر الحصار، وفتح المعابر، ورفض كل محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقا للمخططات الإسرائيلية.
ودعا مشعل لاستعادة زخم التحرك السياسي والشعبي والطلابي والإعلامي في مختلف ساحات الأمة والعالم، انتصارًا لغزة وللقضية الفلسطينية، والمراكمة على ما صنعه الطوفان من تأثيرات عميقة وواسعة.
وأضاف “لقد دفعنا ضريبة باهظة، غزة بكل عنفوانها وعظمتها ومقاومتها وشعبها وصمودها الأسطوري قدمت هدية للعالم، حيث أعادت الزخم لقضيتنا وجعلت الكيان يظهر على حقيقته”.
وتابع مشعل “ليكن هذا المؤتمر منطلقا لبناء تحالف عالمي لصالح فلسطين واستقلالها، يعمل على بناء حالة دولية واسعة ضاغطة على الكيان الصهيوني، تسبق الحالة التي سبقت انتهاء النظام العنصري في جنوب إفريقيا”.