أكد رئيس حركة حماس في الخارج الأخ المجاهد خالد مشعل أن حماس والمقاومة التزمت بخطة الرئيس الأمريكي ترامب وتعاملت معها بمسؤولية وبمرونة كافية لوقف الحرب على غزة
وقال مشعل خلال لقاء عبر قناة الجزيرة مساء الأربعاء: إنه ومع اقترابنا من المرحلة الثانية يأتي التحدي، فهناك من يريد أمام هذا الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي المسؤول أن يفرض رؤيته علينا، ومثال على ذلك موضوع سلاح المقاومة، فيريدون أن ينزعوا هذا السلاح كما يقول نتنياهو وأمثاله، وهذا أمر في ثقافة شعبنا مرفوض.
وأضاف: “نريد تكوين صورة تتعلق بهذا الموضوع فيها ضمانات ألا تعود حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ونستطيع فعل ذلك، فيمكن أن يحفظ هذا السلاح ولا يستعمل ولا يستعرض به”.
وأكد مشعل أن المرحلة الأولى من خطة ترامب لم تنتهِ بعد، لأن الكيان الصهيوني مصّر على إعاقتها، وهو ما يُنشئ المعاناة الإنسانية، مشددا على أن حماس تسعى إلى إغاثة أهل غزة والوقوف إلى جانبهم، والضغط على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى، ثم نهيئ للذهاب إلى المرحلة الثانية، لعودة غزة إلى حالة من الاستقرار المعقول، وصولا إلى التعافي الشامل، وإعادة البناء والإعمار.
انتهاكات الاحتلال
وأكد مشعل أن هناك انتهاكات ومخالفات صهيونية في موضوع الإيواء، والمساعدات، كما أنها تنتهك كذلك الخط الأصفر، حيث قدمته مسافات، ليصبح قرابة 60% من مساحة قطاع غزة تحت السيطرة الصهيونية.
وأوضح أن الاحتلال يدعي أن هناك جثامين لأسرى، لكن ما بقي هو جثمان واحد، واليوم وأمس كان هناك بحث عنه، مؤكدا أن الطرف الفلسطيني والمقاومة بكل عناوينها قدموا كل ما عليهم.
القوة الدولية
وقال مشعل: “إن بعض النصوص التي ذكرت فيها ما سُمي بـ”قوة الاستقرار” تتحدث عن دورها في التعامل مع السكان، وبالتالي نزع السلاح، هذا غير مقبول”.
وأوضح أن فلسفة قوة الاستقرار نتعامل معها من مدخل واحد، وهو أن تكون موجودة على الحدود لتضمن عدم وجود اشتباكات، وأن تحفظ السلام لا أن تفرضه، والأولى أن يشدد على الطرف الصهيوني لأنه هو من يملك أدوات الدمار.
ولفت مشعل إلى أن دخول هذه القوات لغزة يعني أنها تحولت إلى قوات احتلال بديلا عن الاحتلال الصهيوني، وهذا لا يمكن أن تقبله أي دولة عربية ومسلمة أو أي دولة تحترم نفسها.
وبين مشعل أننا توافقنا على أن تسلم إدارة غزة لحكومة تكنوقراط من داخل غزة، بعد أن تعثر إيجاد صيغة حكومة تبسط دورها في غزة والضفة، خاصة مع ظروف الحرب على غزة، والفيتو الصهيوني، ومن هنا جاء إنشاء هيئة تكنوقراط لحكم غزة، وقد أُنضج الأمر.
كما أوضح أنه جرى حوار معمق مع الفصائل والإدارة المصرية، وقدمت قائمة من 40 اسماً، استخلص منهم 8 شخصيات ذات كفاءة، يمثلون تنوع المجتمع الغزي الذي يملك القدرة والإبداع، ويلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، ونصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لا تتدخل فيه حماس وقوى المقاومة.
حضور غير مسبوق
وأكد مشعل أن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق، فقد تم استعادة روح القضية على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت مخبأة في الأدراج، تفرض نفسها على الجميع.
وأوضح أنه خلال عامين، كشف وجه الاحتلال القبيح، فتراها في الساحة الدولية وتجرأت عليها الدول، في الوقت الذي لم يكن أحد من الساسة والقادة قادر على التجرؤ عليها، وأصبح الإسرائيلي منبوذا لأنه ينتمي لكيان قاتل، فالإبادة الجماعية جريمة هولوكوست حقيقة.
وشدد على أن القضية الفلسطينية أعادت الروح للمنطقة وللأمة، بعد أن دخلت الأمة في نفق مظلم من عملية السلام والتطبيع ومحاولة التعاون مع الاحتلال، فقد استيقظت الأمة واستعادت الروح تجاه القضية.
قاعدة التطبيع
وأكد مشعل أن فكرة التطبيع مع الاحتلال أصبحت أبعد مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، إلا إذا أراد البعض أن يلوي عنق الحقائق، أو أن يتجاهل ما أفرزته هذه الحرب الشرسة على غزة خلال عامين.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي، من أجل تسويق ذلك على الساحة الإقليمية والدولية، لإنقاذ الكيان الصهيوني من نفسه أولا، وإنقاذ سمعته التي باتت في الحضيض، ومن أجل تسويق هذا المنجز المحدود للعبور به إلى بعض دول المنطقة، على قاعدة التطبيع.
ضم الضفة
وأكد مشعل أن الاحتلال يريد أن يحسم الهوية السياسية للضفة الغربية وأن يلحقها بالسيادة الصهيونية من خلال خطوات عملية، فهناك ضم فعلي يجري، خاصة في مناطق شمال غرب القدس، وأي مناطق أخرى ذات حساسية، يعملون على ضمها أولا بأول.
وقال إن الإدارة الأمريكية بضغط من الدول العربية والإسلامية ومن أطراف أخرى، ضغطت على الإسرائيليين لكي يوقفوا مسيرة الضم، ولكن “إسرائيل” تقوم بالضم فعليا.
وأوضح مشعل أن هناك خطوات عملية كذلك لبسط الإدارة الصهيونية حتى على المناطق “ب” التي تخضع وفقا لاتفاقية أوسلو للأمن الصهيوني والإدارة الفلسطينية، مبينا أن الاحتلال يحاول أن يستعيد سلطته الإدارية في مناطق “ب” بل يفكر في استعادتها في مناطق “أ” التي هي تحت الإدارة الفلسطينية.
وأشار إلى أن الاحتلال يفكر في شطب السلطة، كما أن هناك عملية تهجير في مناطق الغور وحول القدس والمناطق البدوية، وهدم وتدمير، وبالتالي هناك استباحة للضفة الغربية، وإطلاق العنان للمستوطنين يعيثون بالأرض فسادا، إضافة إلى الاستيطان.
وأضاف “الضفة وإن توقف مشروع ضمها الرسمي بسبب الضغط الأمريكي، لكن الضم الفعلي المتدرج بالأمر الواقع مستمر، فالاحتلال يريد أن تكون دولة إسرائيلية من البحر إلى النهر، ويهجر معظم الفلسطينيين، ومن يبقى يظل تحت الحكم والاستبداد الصهيوني”.
